المصير المستقبلي المرير لخريجي جامعة الاقصى !

الصفحة الرئيسية



المصير المستقبلي المرير لخريجي جامعة الاقصى !

منذ إصدار قرار عدم الاعتراف بجامعة الأقصى، في إبريل/ نيسان الماضي، وخريجو الجامعة يعانون الأمرين بسبب عدم اعتراف وزارة التربية والتعليم في رام الله بشهاداتهم.
ويواجه كثير من الطلبة صعوبات في الحصول على فرص عمل أو إكمال الدراسات العليا خاصة في الدول الأوروبية أو العربية لعدم اعترافها بتصديق الشهادات في غزة.

فرصة لا تعوض

بهاء أبو تيم (28 عامًا) أحد الطلبة الخريجين من جامعة الأقصى بغزة، لم يتمكن من تصديق شهادته بشكل رسمي من قبل وزارة التربية والتعليم في رام الله، رغم تخرجه من الجامعة قبل صدور القرار بشهرين.
ويقول أبو تيم لصحيفة "فلسطين"، عن معاناته مع مصادقة الشهادة: "بعد تخرجي تمكنت من الحصول على منحة لدراسة الماجستير في ألمانيا وبدأت في تصديق الأوراق الرسمية والشهادات وأرسلت شهادتي إلى وزارة التربية والتعليم في رام الله لمصادقتها بشكل رسمي، ولكنني للأسف وجدت ردا غير متوقع وهو أن رئيس جامعة الأقصى محمد رضوان غير معترف به".
ويضيف: "بعد استلامي هذا القرار تواصلت مع جامعة الأقصى التي أخبرتني بأنها ستساعدني في حل المشكلة، ولكن للأسف لم أستطع حلها حتى الآن تواصلت مع الكثير من المسئولين في وزارة التعليم بغزة وكلهم وعدوني بإيجاد حل ولكن يوما بعد يوم تقل فرصي بالسفر ولا أعرف ماذا أفعل؟".
ويتابع: "بعد محاولات عدة تم التوقيع على الشهادة على أساس أنها رسمية وأرسلتها مرة أخرى إلى رام الله ولكن لم يتم الاستجابة لطلبي وتم إرجاع الشهادة لتوقيعها من رئيس الجامعة التي تعتبره وزارة التربية والتعليم شرعيا وهو كمال الشرافي، ولكن وزارة التربية والتعليم في غزة لا تعترف بتوقيعه".
وتساءل أبو تيم: "ما ذنبي كطالب أن أوضع في صندوق الخلافات السياسية، مستقبلي يضيع أمام عيني مشكلتي الوحيدة أن ألمانيا لا تعترف بتوقيع وزارة التربية والتعليم في غزة، هل سأنتظر كغيري المئات من الطلبة أن تضيع الفرصة وأبحث عن عمل في غزة فلا أجد ..؟".

حلم الوظيفة

وكانت وزارة التربية والتعليم في رام الله قد أصدرت قراراً في شهر أبريل/ نيسان الماضي، يقضي بسحب اعترافها رسميًا بشهادات جامعة الأقصى بغزة، وطالبت الطلبة الجدد في هذه الجامعة بعدم التسجيل فيها ونقل التسجيل لجامعات أخرى.
وقالت الوزارة: "لن يتمكن أصحاب هذه الشهادات من العمل، أو متابعة دراستهم، كونها لن تعترف بعد اليوم بأي شهادة صادرة عن هذه الجامعة تخص الملتحقين الجدد".
ولا تختلف معاناة الطالب أبو تيم عن معاناة حازم البيوك (23 عاما) فهو الآخر لا يستطيع التقدم إلى وظيفة أو إكمال دراسته العليا بسبب قرار عدم الاعتراف بجامعة الأقصى.
ويقول البيوك لـ"فلسطين": "أنهيت دراستي الجامعية على أمل أن أحصل على وظيفة كغيري من الخريجين ولكن للأسف لا أعلم متى سينتهي الخلاف القائم على جامعة الأقصى؟ متى سيضعون مصلحة الطالب أمام أعينهم؟!".
ويضيف: "هناك الكثير من الطلبة تخرجوا من الجامعة ولا يعلمون ماذا سيفعلون بشهادتهم؟، ناهيك عن أنهم غير قادرين على تسديد الرسوم الدراسية للحصول عليها فالوضع المادي الصعب وعدم وجود فرص عمل للطلبة جعلتهم غير قادرين على دفع ثمن الشهادة".
ويطالب البيوك بتجنيب الطلبة الخلافات السياسية فلا ذنب لهم في المشكلة القائمة، متسائلاً: "هل يعقل أن أضيع 4 سنوات من عمري وأنا أدرس في الجامعة وفي النهاية لا أحصل على شهادة رسمية؟!". 
وبات 26580 طالبا وطالبة في الجامعة، يواجهون خطرا حقيقيا، يتمثل في عدم اعتراف الوزارة في رام الله بشهادات الخريجين منهم؛ نظرا للخلافات القائمة.
وتتخوف الطالبة نور وادي (20 عامًا) من عدم مصادقة وزارة التربية والتعليم على شهادتها بعد تخرجها هذا العام، وتقول: "أنا كغيري من الطلبة لا نريد أن تضيع حقوقنا وسنوات تعبنا في الجامعة، لماذا تضعنا وزارة التربية والتعليم برام الله في هذه الدائرة؟!".
وادي الطالبة في قسم الإعلام في الجامعة، كل أمنيتها الحصول على وظيفة بعد تخرجها من الجامعة وهو ما تشعر بالتخوف من عدم حدوثه، كون الجامعة غير معترف بها. وطالبت وادي وزارتي التربية والتعليم في غزة والضفة بوضع حد للخلافات السياسية التي يقع ضحيتها الطلبة.

غير قانوني

الوكيل المساعد لشئون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم د. أيمن اليازوري، يقول: إن تصديق الشهادة يتم بناء على اعتراف نظام الجودة والاعتماد في رام الله وجميع البرامج الموجودة في الجامعة مرخصة وفق القانون.
ويضيف في تصريح لصحيفة "فلسطين": "لا يستطيع أحد أن ينكر أن هذه الشهادة غير قانونية، كل ما في الأمر أن وزارة التعليم في رام الله تمارس ضغطًا سياسيًا أكثر مما هو ضغط مهني".
ويتابع اليازوري: "للأسف رام الله تمارس الضغط السياسي على الطالب وهو الحلقة الأضعف، لا بد من تجنيب الطلبة هذه الخلافات، والجلوس على طاولة حوار واحدة لحل المشكلة بعيداً عن الطلبة".
ويعتبر عدم تصديق وزارة التربية والتعليم على شهادات جامعة الأقصى نوعا من إدارة الأزمات بشكل لا أخلاقي، قائلاً: "الطالب يدرس 4 سنوات ضمن برنامج أكاديمي مرخص ومجاز من رام الله".
ويشير إلى مقدرة أي طالب خريج من الجامعة على رفع قضية على دائرة التصديقات في وزارة التربية والتعليم في رام الله، لأن الوزارة هناك هي من أقرت برامج جامعة الأقصى.
ويؤكد أنه بمجرد التوصل إلى تفاهم حول مشكلة الجامعة ستصبح هذه الاشكاليات جزءًا من الماضي، لافتاً إلى أن مشكلة الجامعة هي أزمة آنية ولحظية وستجد حلا لها بشكل عاجل.
وفيما يتعلق بالوصول إلى حل لمشكلة جامعة الأقصى، أشار إلى أن التواصل لازال قائمًا للتوصل إلى تفاهم بين الطرفين، وأنه لا مانع لدى الوزارة في غزة من التوافق على رئيس جديد لجامعة الأقصى تتوافر فيه الشروط التي حددها النظام والقانون والتوافق على المجلس الاستشاري ومجلس الجامعة.
google-playkhamsatmostaqltradent