تخصصات مرموقة تقود خريجيها للعمل خارجها

الصفحة الرئيسية

تخصصات مرموقة تقود خريجيها للعمل خارجها





فشل الدكتور محمد العالم 35 عامًا والحاصل على الدكتوراه في علم الجريمة، من مخيم البريج بغزة، بالعثور على عمل في إحدى الجامعات الفلسطينية أو الدوائر الحكومية في القطاع، بعد سنوات طويلة قضاها في الدراسة في جمهورية مصر العربية، الأمر الذي اضطره للعمل في مجال البناء.
وحصل العالم على شهادته العليا بعد مسيرة علمية دامت أكثر من 8 سنوات في جامعة الدول العربية عام 2013 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في دولة مصر، حيث يتخصص مجاله في العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤدية إلى العنف أي ارتكاب الجريمة لدى الشباب الفلسطيني.
ثروة بشرية
ويسرد العالم في حديث للرأي الظروف التي مر بها، فيقول:" رفضت الكثير من عروض العمل في مصر، وفضلت العودة إلى غزة من أجل العمل فيها لحاجة القطاع لهذا التخصص، ولكنني طرقت الكثير من الأبواب، لكن لم أحصل على أي فرصة عمل، الأمر الذي أوصلني إلى العمل في مهنة البناء، خاصة بعد أن تزوجت وأصبحت لدي طفلة وهذه مسئولية".
ويؤكد أنه عندما عاد للقطاع  وجد الظروف آخذة بالتراجع وتقدم للعمل في مجال تخصصه لكن الحكومة كانت قد أوقفت التعيين، كما لم يجد أي فرصة سواء في الجامعات أو المؤسسات والجمعيات الخيرية بغزة، موضحا أن ما حصل عليه بعد الدكتوراة هي دورة بطالة من خمسة أشهر فقط من خلال الاغاثة الاسلامية بغزة.

ويضيف:" لم أحصل على مجال عمل في تخصصي أو حتى قريب منه، ووقتها عزمت على تغيير مسار حياتي، واللجوء الى سوق العمل واتفقت مع أصحابي ومقربين مني أنه في حال توفر عمل في أي مكان أن يتواصلوا معي إلى حين تيسر الظروف ".
وانخرط الآلاف من الخريجين في قطاع غزة في الكثير من المجالات في غير تخصصاتهم، فمنهم من لجأ للعمل في الحرف، وهناك من لجأ للتجارة، أو غيرها من المجالات القريبة أو البعيدة عن تخصصاتهم.
إذلال واستفزاز
الخريجة شروق جربوع 21 عاما من غزة، هي الأخرى اضطرت إلى التخلى عن العمل في مجال مهنتها بعد فشلها في الحصول على فرصة عمل ولو مؤقتة.
ودرست جربوع تخصص سكرتاريا دولية، لكنها تعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، كون الظروف المادية والاقتصادية للعائلة دفعتها لذلك، حيث تضطر للعمل الخارجي وفي بعض الأحيان إلى ساعات متأخرة من الليل خاصة في المناسبات والأفراح.
وتقول في حديث للرأي:" الحياة صعبة والظروف قاسية جدا، وكثيرا ما أتعرض للإذلال والاستفزاز من قبل صاحب العمل، وقيامه برفع صوته علي بدون سبب يذكر"، معربة عن أملها في ان تجد عملا أفضل يناسبها كفتاة بعيدا عن العمل الشاق والمتعب.
عمل شاق
وليس بعيدا عن حالة سابقيه، الشاب حاتم سعيد 25 عاما هو الآخر خريج  ويعمل في البناء على مدار عدة سنوات، ويعتمد على عمله في توفير احتياجاته واحتياجات والدته وأشقائه.
يقول حاتم للرأي:" تقدمت للكثير من الوظائف الحكومية والعادية سواء في مؤسسات او غيرها وتعبت من كثرة التقدم بطلبات للتوظيف، مما دفعني للاختيار بين العمل في أي مجال بعيدا عن تخصصي الجامعي، وإلا سوف أقف وأنتظر في صفوف الكثير من العاطلين الجامعيين الذين ارتفعت نسبتهم بغزة".
ولا يبدو الشاب حاتم منزعجا من اختياره العمل في حرفة شاقة، لأنه حسب وصفه يبقى أفضل حالا من جيش الخريجين القابعين في غزة دون أمل في الحصول على فرصة عمل في أي مجال كان.
ويشتكي في حديثه من قلة أيام العمل، بفعل شح مواد البناء الخام وانقطاعها أحيانا كثيرة، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المنسجمة مع سياسة الحصار المضروب على قطاع غزة للعام العاشر على التوالي.
ويعاني قطاع غزة ظروفاً اقتصادية صعبة، بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات متواصلة، حتى ارتفعت نسبة البطالة بين الكثير من الخريجين الذين أصبحت أعدادهم بالآلاف .
وأثرت زيادة نسبة البطالة بين الخريجين بشكل كبير على المجتمع الفلسطيني، حيث تُخرج الجامعات مئات الطلبة في كل عام وينضمون لطابور المنتظرين للوظائف، والبعض الآخر يضطر لوضع شهادته الجامعية جانباً والعمل في مهن بسيطة لا تمت لتخصصه بصلة وذلك من أجل لقمة العيش.

المصدر: وكالة الرأي
google-playkhamsatmostaqltradent